المكافحة: قطاع غزة خال من "الكوكايين والهروين"

أكد مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في الشرطة الفلسطينية المقدم أمجد سرحان على خلو قطاع غزة من المواد المخدرة شديدة الخطورة مثل "الكوكايين" و"الهيروين" وأن الإدارة تمكنت من السيطرة على تجار ومروجي المخدرات عبر عمليات الضبط الموفقة، كما نجحت في الحد من انتشار هذه المواد بين الشباب.

وبين أن عناصر المكافحة مطاردون من قبل قوات الاحتلال الصهيوني الذي يطلق النار على الأفراد لمنع تقدم العناصر وقيامهم بواجبهم، داعياً لتوفير محارق كبيرة خاصة بإتلاف هذه المواد السامة معربا عن أسفه لعدم توفر مثل هذه المحارق.

تقلصت بنسبة90%

وأشار المقدم أمجد سرحان إلى أن إدارته تمكنت من الحد من دخول المخدرات إلى قطاع غزة بفضل الملاحقة الأمنية للتجار والمروجين رغم الإمكانيات البسيطة ورغم الحصار وقلة عدد أفراد الإدارة.

ويضيف: النشاط المنتشر الآن في قطاع غزة هو الترامال ونحن في طريق القضاء عليه ولكن استطعنا بحمد الله الحد من دخول المواد السمية الممثلة بالحشيش والبانجو والكوكايين ما نسبته 90% "فالكوكايين والهروين شبه معدوم في القطاع".

ويشير إلى أن وجود الأنفاق المصرية فتح المجال أمام التجار والمروجين لإدخال هذه المواد إلى القطاع بإدخالها في علب الجبنة والبسكويت وأفران الغاز والثلاجات، وتمكنا بفضل الله وجهد رجال المكافحة من إحباط هذه العمليات وتوقيف إدخالها.

ويضيف: كانت أصعب تلك الحالات هو إدخال الهروين والكوكايين في أنبوب الغاز بحيث يتم قصها ودس السموم فيه ومن ثم إعادة لحامه مرة أخرى وهنا كنا نجد الصعوبة الكبيرة في التعامل مع هذه الأنابيب.

توعية وضغط اجتماعي

ويصف المقدم سرحان حملة "لنحمي أبنائنا من آفة المخدرات" قائلاً: هذه الحملة كان هدفها توعية المدمنين في السجون من مخاطر المخدرات حيث تم إعطائهم دروس دينية ونفسية وعلاجية ومساعدتهم مادياً وبحمد الله تم إعلان توبة 167 مدمن في السجون ولم تسجل إلا حالة عودة ولكن للترامال وليس الهروين.

وعن منهج الحملة قال: دخلنا عليهم من باب الدعوة والالتزام الديني وتحريم تعاطي هذه الأنواع السمية وخطورتها على الأسرة والأطفال وأجرينا محاولات ضغط اجتماعي بالتعاون مع الأسر التي ساعدت في علاج أبنائها، ولم نتوقف عند هذا الحد بل هناك متابعة شبه مستمرة لهؤلاء التائبين في بيوتهم أو أعمالهم للتواصل معهم ومساندتهم في هذه الخطوة الجريئة، مشيرا إلى حملات ضبط ناجحة قامت بها إدارة المكافحة للحد من انتشار هذه السموم بين أبنائنا في القطاع.

وردا على سؤال عن كيفية ضبط التجار والمروجين يشير سرحان إلى أن لهم مصادرهم من المتطوعين الأخيار ومندوبين دائمين بالإضافة إلى تجنيد متعاطي صغير وتائب عن الإدمان أو الترويج لمساعدتنا في إيقاف هذا الغول الأسود حتى لا يقضى على المجتمع بكامله، وقد استطاعت الإدارة ملاحقة ومتابعة اكبر التجار والمروجين وضبط كميات كبيرة من المواد التي كانت بحوزتهم.

وينوه إلى الأخطار التي يواجهها عناصر المكافحة في ملاحقة التجار والمروجين خاصة في العمليات التي تجرى بجانب الحدود مع الكيان الصهيوني، قائلاً: كثيراً ما تعرضت عناصرنا لإطلاق نار على الحدود من جنود الاحتلال وكذلك ملاحقة العناصر عن طريق طائرة هليوكوبتر لمنعهم من مواصلة عملهم بحيث يمكنوا التاجر من الهرب لأن الاحتلال يسعى دائما لإلحاق الدمار والخراب بالمجتمع الفلسطيني.

قلة الإمكانيات

ويشير المقدم سرحان إلى سيطرة إدارة المكافحة على جميع منافذ مروجي المخدرات، مبيناً أن الحكومة تتعامل بصرامة مع هذا الملف بالذات لما يحمل من خطورة، فالسلطة السابقة لم تكن قادرة على السيطرة بسبب وجود عصابات مسلحة تحمي الصفقات والمزروعات.

وأشاد سرحان بسيطرة إدارته على عمليات التهريب وفرض القانون حيث تتم مراقبة الأنفاق بصورة كاملة من خلال متابعة ما يخرج منها، وضبط المواد المخدرة خاصة الترامال التي انتشرت بصورة كبيرة في المجتمع، وذلك رغم ضعف الإمكانيات وقلة عدد أبطال المكافحة إلا أن جهودهم تتحدث عن انجازاتهم في تنظيف المجتمع الفلسطيني من هذه الآفة الخطيرة.

ويضيف: اعتمدنا على خبرة الضباط في السلطة السابقة والمستمرين في العطاء الأمني في ترتيب عمل الإدارة وتأهيل العناصر ليكونوا أهلاً لهذا الجهد الكبير الذي يحتاج لتكتيك امني وقوة وعزيمة، فقد قدموا خبرتهم للإدارة التي تسعى لتطوير عملها وزيادة عدد كادرها الأمني.

وعن إشكالية حرق وإتلاف المواد المخدرة والمضبوطات يشير مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في الشرطة الفلسطينية إلى عدم وجود محارق خاصة بالمكافحة لحرق وإتلاف خاصة بهذه المواد، مضيفا: استخدمنا أفران وزارة الصحة لكنها غير مؤهلة لحرق مواد بتلك الدرجة من السمية فهي تؤثر على السكان.

وطالب وزارة الصحة ونقابة الصيادلة بضرورة متابعة الصيدليات للحد من بيع هذه المادة المخدرة وداعيا الأهالي إلى متابعة أبنائهم بصورة دائمة وكذلك يجب التعرف إلى الصحبة والتي كان دور كبير في جر الشباب إلى الهاوية داعيا إلى تضافر جهود كل من الأسرة والإدارة والحكومة، فكلنا دائرة المجتمع المغلقة التي لن تستطيع أي يد خبيثة بث السموم فيها.