مـنـتـديـات الـجـيـل الـصـاعـد
أهلا وسهلا بك أيها الزائر/ة زدتنا شرفا بوجودك بمنتديات الجيل الصاعد أتمنى لك أن تقضي أروع وأجمل الأوقات بمنتدانا الأخلاقي والإسلامي بإذن الله للدخول إلى المنتدى إضغط على كلمة دخول أسفل وللتسجيل إضغط على كلمة تسجيل أسفل وحياكم الله في منتدانا.
مـنـتـديـات الـجـيـل الـصـاعـد
أهلا وسهلا بك أيها الزائر/ة زدتنا شرفا بوجودك بمنتديات الجيل الصاعد أتمنى لك أن تقضي أروع وأجمل الأوقات بمنتدانا الأخلاقي والإسلامي بإذن الله للدخول إلى المنتدى إضغط على كلمة دخول أسفل وللتسجيل إضغط على كلمة تسجيل أسفل وحياكم الله في منتدانا.
مـنـتـديـات الـجـيـل الـصـاعـد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـنـتـديـات الـجـيـل الـصـاعـد

أهلا وسهلا بكم في منتديات الجيل الصاعد نتمنى لكم أن تقضو أروع وأجمل وأحلى الأوقات في منتدانا الزاهر الصاعد بإذن الله تعالى حياكم الله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم في منتديات الجيل الصاعد
نتمنى لكم قضاء أجمل الأوقات معنا وشكرا
 
مع تحيات إدارة منتدى الجيل الصاعد

('أهلا وسهلا بك يا زائر في منتدي الجيل الصاعد نتمنى ان تقضي

أروع واجمل الاوقات في منتدانا ونتمنى ايضا ان تكون في تمام الصحة والعافية')


 

 كتاب مغامرة سمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فارس رجب
عضو فضي
عضو فضي
فارس رجب


ذكر
عدد المساهمات : 357
تاريخ الميلاد : 29/07/1995
تاريخ التسجيل : 07/09/2010
العمر : 28
المزاج المزاج : عادي

كتاب مغامرة سمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة Empty
مُساهمةموضوع: كتاب مغامرة سمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة   كتاب مغامرة سمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 08, 2010 7:34 pm

عـيد الأم


[b]قال المعلم لتلاميذه في الصف الثاني
:
غداً سيكون عيد الأم. حاولوا يا أطفال أن تقدموا لأمهاتكم هدايا بسيطة ومعبرة. فالهدية في قيمتها المعنوية، وليست في غلاء ثمنها.
كلمات المعلم حيّرت سامر وشغلت تفكيره. إذ كيف يكون للهدية قيمة إذا لم تكن غالية الثمن؟
إنه يتمنى أن يشتري لأمه الرائعة، أجمل هدية وأثمن هدية في الوجود.
لكن ماذا يفعل، وحصالته لا تحوي سوى عدد محدود من الليرات؟
فكّر وفكّر، ولم يهتد إلى حل مناسب.
فخطرلـه أن يحكي لرفاقه في أثناء الاستراحة مشكلته، ويتشاور معهم في حلِّها.
قاللـه عمر: قدم لها بعض السكاكر.
أجاب سامر: لكنّ أمي لا تحبها.
قال حسن: قدم لها بعض المواد المنظقة، لتنظف بها الصحون.
ردّ سامر: لدينا منها الكثير في البيت.
اقترح عليه شادي أن يشتري لها وردة حمراء.
فقال سامر: فكرة جميلة، لكني أريد أن أهدي أمي شيئاًلـه قيمة أكبر.
شارك زياد في الحوار، بقوله: لا بأس ببعض أقراص المعمول.
ضحك سامر، وقال: لا يمكن ذلك، وأمي تصنع أطيب معمول في الدنيا.
تدخل تمام مقترحاً، أن يشتري لها قفصاً فيه عصفور كناري يغني في الصباح والمساء.
لا أستطيع، لأن أمي تكره رؤية عصفور في قفص، ودائماً تردد:
العصافير لم تخلق لتحبس في الأقفاص، بل لتطير في السماء.
دخل سامر إلى الصف، وهو ساهم يفكر بالهدية التي لم يقرر نوعها بعد.
وفجأة سمع المعلم يقول: لديكم ساعة حرة، اصنعوا فيها ما تشاؤون.
تناول سامر من درجه طبقاً من الورق المقوى ذي اللون الأحمر، رسم عليه قلباً، قص القلب بالمقص، مسح على سطحه بالصمغ، ورشَّ عليه مسحوقاً فضياً براقاً، ثم كتب بخط كبير: عيد مبارك يا أمي.
في اليوم التالي، لاحظت الأم أن سامراً قلق ومشوش الذهن. فاقتربت منه، أحاطته بذراعيها، وسألته بحنان:
ما بك يا سامر؟
لم يجب سامر أمه، وإنما أخرج من حقيبته البطاقة التي أعدَّها في المدرسة وقدمها لها، وهو يقول: كل عام وأنت بخير يا أمي.
ضمته أمه إلى صدرها، وقالت: يا لها من بطاقة جميلة! شكراً على هديتك يا بنيّ.
أجاب سامر: إنها بطاقة، وليست هدية. فأنا لم أحضر هديتي بعد.
قالت الأم: أنت لي أثمن هدية، فلولا وجودك في حياتي، لما أصبحت أماً واشتركتُ مع الأمهات في عيد الأم.
عانق سامر أمه بحرارة، قبّلها وهو يردد: عيد مبارك يا أمي، عيد سعيد.









أحلام صبي


أحس فارس بالضجر من القراءة، ومن حلّ المسائل الحسابية.
فتح التلفاز، وراح يشاهد بعض أفلام الكرتون التي أدخلت الدهشة إلى قلبه، والخيال إلى عقله. فاندمج مع بطل الفيلم الذي كان فارساً من فرسان أيام زمان، يرتدي الدرع ويضع الخوذة على رأسه والقناع على وجهه ويحمل بيده سيفاً طويلاً.
تخيل فارس أنه بطل يدافع عن أخوته وأصدقائه في فلسطين المحتلة.
نادى أمه، وقال: أنا فارس من الفرسان، أريد أن أذهب وأنقذ المظلومين.
قالتلـه أمه: لا تزال صغيراً يا فارس، افعل هذا عندما تكبر.
- أنا ضجر جداً وأريد أن أفعل هذا الآن.
ضحكت أمه، وقالت: إنك لست فارساً، بل صبي صغير.
- ولكني ضجر ومتضايق، وسأذهب الآن بعيداً.
مسحت أمه على رأسه بحنان، وقالت: إذا ذهبت يا صغيري، فسألحق بك إلى أي مكان تذهب إليه.
- إذا لحقتِ بي، فسأصبح سمكة في جدول غزير المياه، وأسبح بعيداً.
- إذا أصبحتَ سمكة في جدول عزير المياه، فسأصير صياداً، وأصطادك.
- إذا صرتِ صياد سمك، فسأصبح أنا صخرة على جبل عال، ولن تتمكني من الوصول إلي.
- إذا أصبحتَ صخرة على جبل عالٍ، فسأتعلم كيف أتسلق الجبل، وأتبعك أينما كنت.
- إذا تسلقتِ الجبل، فسأختبئ في حديقة بعيدة عن الأنظار.
- إذا اختبأتَ في حديقة بعيدة عن الأنظار، فسأصبح بستانياً وأجدك.
- لن تستطيعي، لأني سأتحول إلى طائر وأحلق بعيداً في السماء.
- إذا تحولتَ إلى طائر، فسأصبح شجرة تأتي إليها، وترتاح على أغصانها.
- إذا أصبحتِ شجرة، فسأصير قارباً صغيراً وأبحر بعيداً.
- إذا صرتَ قارباً صغيراً، فسأصير ريحاً وأحرك قاربك إلى حيثما أشاء.
- عندها سألتحق بسيرك، ألعب على الأرجوحة وأطير من طرف إلى طرف.
- إذا التحقتَ بسيرك، فسأصير لاعبة سيرك، أمشي في الهواء على حبل مشدود، وأصل إليك.
- إذاً سأصبح أرنباً، وأقفز في الغابة من مكان إلى مكان آخر.
- إذا أصبحتَ أرنباً، فسأصير حقلاً من الجزر لتأكل منه ما تشاء.
سكت الصبي برهة، ثم قال: في هذه الأحوال من الأفضل لي، أن أبقى في البيت كما أنا.
ردت عليه أمه: وستجدني دائماً بقربك يا صغيري، أرعى شؤونك، وأسهر على راحتك، وأبعد عن نفسك الضجر.
قبَّل الصبي أمه، فقبلته وضمته إلى صدرها في عناق حنون.









عطلة الربيع


في صباح أول يوم من أيام العطلة النصفية للمدارس، أفاق شادي على صوت ثلج يذوب نقطة، نقطة.
مسح عن عينيه آثار النوم، فرأى الشمس تملأ غرفته نوراً ودفئاً.
توجه إلى خزانته، ليرتدي ثيابه ويخرج ليتناول طعام الفطور.
فتش عن قميص نظيف وبنطال وجوارب، فلم يجد. كانت كلها متسخة.
قد وضع في الخزانة، ثيابه المتسخة بدلاً من أن يضعها في سلة الغسيل، لتنظفها أمه.
احتار في أمره وارتبك، لكنه قرر ألا يفسد متعته بالربيع.
فارتدى على عجل، الثياب التي كانت عليه أمس، وهو يردد كلمات تواردت على لسانه:
جاء الربيع،
العصافير تغني فرحة،
والماء المتجمد في المزراب يذوب،
نقطة فنقطة،
والنحل يرقص حول الأزهار،
يجمع منها الرحيق شهداً وعسلاً.
***
خرج شادي، إلى البستان الصغير المحيط بالبيت.
فوجد العشب طرياً ندياً، والهواء ناعماً منعشاً.
والأشجار مثقلة ببراعم الأوراق والأزهار.
أما الغيوم فكانت بيضاء صغيرة، تسرح وتمرح في السماء الزرقاء.
صباح الربيع يا شادي.
تلفّت شادي حوله، فرأى صديقه حسام يطل عليه من حائط بستانهم المجاور. فقال: صباح الخير يا حسام.
سأله حسام: ماذا تنوي أن تفعل في هذه العطلة؟.
قال شادي: لا شيء، سوى الراحة واللعب.
- ألا تفكر في تنظيف بستانكم من الأعشاب اليابسة؟
أجاب شادي: العطلة للراحة واللعب، وليست للعمل.
- العطلة ياصاحبي، هي راحة وعمل معاً.
دخل شادي إلى البيت، وكلمات حسام لا تفارق مسمعه.
ومن غير تردد، أحضر من المطبخ كيساً كبيراً فارغاً، وعاد إلى البستان يجمع الأوساخ من الأرض، مثلما كان حسام يفعل في بستانه.
وقبل أن ينتصف النهار بقليل، كان التعب قد نال من جسدي حسام وشادي.
فاقترح شادي، أن يأكلا ويأخذا شيئاً من الراحة.
أحضر كل واحد منهما طعامه من بيته، وجلسا في ظل شجرة يأكلان ويتحدثان.
قال شادي: ما أجمل الربيع!.
رد حسام قائلاً: إنه فعلاً من أجمل الفصول، لأنه يجمع بين الجد والعمل، والمرح والراحة.
هزّ شادي رأسه موافقاً صديقه، ونهضا ليتابعا العمل في البستان.








عيد ميلاد غيث


قال غيث: هل أنت متأكدة يا أمي أن عيد ميلادي هو يوم الجمعة؟
ما أبعد هذا اليوم! فأنا لا أستطيع صبراً، لا أستطيع.
قدمتلـه أمه ورقة التقويم، وقالت: خذ، وتأكد بنفسك.
قال غيث: أربعة أيام تبقت على عيد ميلادي، وأتمنى أن يأتي جميع رفاقي إلى الحفلة.
فسألته جدته: ما نوع الكعكة التي تفضلها، لأعدها لك؟
- كعكة الشوكلاته يا جدتي.
أما أخته فقالت له: لا تنس أن تأخذ معك إلى المدرسة بطاقات الدعوة، وتقدمها لرفاقك.
***
سأل غيثٌ وسيماً، وهو يخرج البطاقات من حقيبته: ألست قادماً لتشاركني الاحتفال بعيد ميلادي؟
أجاب وسيم: وهل يمكن أن أفوِّت على نفسي هذه الفرصة؟ بالطبع سآتي.
قال غيث: جدتي ستصنع لنا كعكة الشوكلاته.
- لا تقلق، سأكون هناك فأنا أحب الشوكلاته كثيراً.
فسأل بلال: وأنا، ألست مدعواً؟
- طبعاً أنت مدعو، وأنت أيضاً يا زينة، وهذه بطاقة لك يا ريم، ألن تأتي إلى الحفلة؟
- سآتي، متى الموعد؟
- ظهر يوم الجمعة القادم. يا الله، كم أنا متشوق لذلك اليوم!.
- هل قلت يوم الجمعة؟ ياه، كم أنا آسفة!. فلن أتمكن من الحضور، إنه يوم عيد ميلادي أيضاً.
- ألا يمكنك تأجيل حفلتك إلى يوم آخر؟
- لا يمكن. فقد حجز أهلي مكاناً في أحد الفنادق، من أجل هذه المناسبة.
- وأنا أيضاً لا أستطيع التأجيل، فأولاد عمي قادمون من اللاذقية للمشاركة في الاحتفال بعيد ميلادي.
***
كان رفاق غيث وريم في حيرة من أمرهم، لا يعرفون إلى أية حفلة يذهبون.
أيذهبون إلى حفلة غيث، ويتخلون عن ريم؟
أم يذهبون إلى حفلة ريم، ويتخلون عن غيث؟
غيث يلح على حضورهم جميعاً، وريم تقول لرفيقاتها البنات: ليست صديقتي من لا تأتي إلى حفلتي.
في صباح يوم الخميس، وفي طريق العودة إلى البيت من المدرسة، التقى غيث بزينة، فقال لها: غداً موعد حفلتي، ستأتين أليس كذلك؟.
كنت أتمنى، لولا أني سأكون في حفلة ريم مع الرفيقات جميعاً. ليتني أستطيع حضور الحفلتين.
فقال غيث: لقد خطرت لي فكرة، تعالي معي وسأطلعك عليها.
- ما هي؟ ربما يمكنني المساعدة.
أخذ غيث أوراقاً وقلماً، وناولها لزينة كي تكتب عليها كلمات بخط يشبه خط ريم، ووضع كل ورقة في مغلف، وأرسله لحنان ودينا وزينة.
ثم كتب بنفسه رسالة خاصة أرسلها لرفيقته ريم، قال فيها:
عزيزتي ريم
هديتي لك في عيدك كبيرة جداً، ويصعب علي حملها وحدي وإيصالها لك. أرجو منك أن تأتي غداً إلى بيتي لاستلامها. المخلص غيث
وفي المساء أخبر غيث أهله بالخطة التي وضعها ونفذها بالتعاون مع زينة، فسُرّ والداه بما قام به.
في الساعة الرابعة من ظهر يوم الجمعة، وقف غيث أمام النافذة قلقاً مترقباً. وما هي إلا لحظات حتى توافد الأصدقاء والصديقات إلى بيت غيث، بمن فيهم ريم التي حضرت لتستلم هديتها.
رحب غيث بريم وفعل الجميع مثله، وقاللـه وهو يشير إلى الحضور:
هؤلاء هم هديتك يا ريم، ألم أقل لك إنها صعبة الحمل؟ لا معنى لحفلات أعياد الميلاد يا عزيزتي، من غير وجود الأصدقاء.
المفاجأة أسعدت ريم كثيراً، فقالت: هذه أفضل حفلة عيد ميلاد، ولكني لا أستطيع البقاء مدة طويلة. ما رأيكم بأن نذهب جميعاً إلى حفلتي؟
صفق الأصدقاء إعجاباً بالاقتراح، وقال غيث:
في العام القادم إن شاء الله، سنقيم معاً ريم وأنا، حفلاً واحداً يجتمع فيه الأهل والأصدقاء كلهم.








غزّول


في يوم ربيعي، ولد غزال صغير في دغل أخضر بعيد عن حركة الناس وأعين الصيادين، ومزدحم بالأصدقاء من الطيور والسناجب والأرانب، الذين حضروا لرؤية المولود الجديد والمباركة لأمه بمجيئه.
سأل الأرنب: ماذا سميته؟
أجابت الأم: سميته غزّول.
فردد الحضور: يالـه من اسم جميل!.
في صباح أحد الأيام، أخذت الغزالة الأم ابنها غزول، في نزهة إلى المرج الأخضر الواسع ليشارك صغار الأرانب والسناجب، اللعب والقفز والركض.
وعندما جلس غزّول ليأخذ فترة راحة من الجري والقفز، جاءت إليه غزالة صغيرة، وسلمت عليه بصوت ناعم هامس. توارى غزّول خجلاً خلف أمه، التي قالت له:
غزول لا تخجل إنها غزولة ابنة خالتك.
وما هي إلا لحظات حتى كان غزّول وابنة خالته صديقين، يلهوان ويلعبان.
فجأة، دوى في المكان صفير قوي، تبعه صوت يحذر من خطر قادم. إنه صوت الوعل العظيم أمير الغابة، وهو يجتاز المرج الأخضر، ومعه عدد من الوعول الصغيرة، وقد جاء منبهاً الحيوانات إلى أنّ رجلاً يقترب من الغابة. فأسرعت الطيور إلى أعشاشها، وهرولت الحيوانات إلى مخابئها.
كان غزّول ملتصقاً بأمه، وهو يرتجف خوفاً. فهدّأت من خوفه، وقالتلـه موضحة سبب ما حصل: لقد رأى الوعل أمير الغابة، رجلاً يسير قرب المرج الأخضر، متسلحاً ببندقية محشوة بطلقات نارية. هذا الرجل يا بني، يحمل إلى الغابة وإلينا، الخطر والموت.
إنك ما زلت صغيراً على فهم هذا. وسوف يأتي يوم تكبر فيه، وتعرف كل ما يجري حولك.
مرت الشهور الدافئة، وبدأت الأيام تميل إلى البرودة، ففصل الشتاء بات قريباً على الأبواب.
وفي يوم، أفاق غزّول على منظر لم يره من قبل. وعندما سأل أمه، قالت: إنه الثلج. اذهب وامش عليه.
خرج غزّول من باب البيت، فرأى صديقه السنجاب، وهو يتزحلق على ماء المستنقع المتجمد. فصاح به: تعال يا غزول، والعب معي. ولا تخف، فالماء متجمد ولن تغرق.
اقترب غزّول من المستنقع، وضع قدميه الأماميتين على الماء المتجمد، فانزلقت قدماه الخلفيتان وتكسر الجليد تحتهما، وسقط في الماء.
ضحك السنجاب، وقال: بسيطة. انهض، وسنلعب لعبة أخرى. ما أكثر الفرح والمتعة في فصل الشتاء!.
في الواقع، لم يكن فصل الشتاء ممتعاً للحيوانات الأخرى كما هو للسنجاب، بل كان قاسياً. فالغذاء قليل، وكم من مرة بات غزّول وأمه بلا طعام.
وبعد شتاء قاس وجوع طويل، لمحت أم غزّول بعض الأعشاب الطرية تطل برأسها، فنادت ابنها ليلتهم معها تلك الأعشاب، وبينما هما كذلك، شَمَّْ الأم رائحة رجل. وقبل أن تتمكن من تحذير ابنها، كان صوت طلقات النار يملأ جنبات الغابة.
قالتلـه أمه بلهجة آمرة: هيا اركض بسرعة إلى الدغل يا غزول. اختبئ فيه ولا تخرج قبل أن آتي إليك.
أطلق غزّول رجليه للريح، مبتعداً عن مكان الخطر. وأمه تركض خلفه حماية لـه، ووقع حوافرها يرن في مسمعه.
وصل غزّول إلى الدغل آمناً، وفي ظنه أن أمه ستصل بعد دقائق. لكن غزولاً كان مخطئاً في ظنه، فأمه لن تصل أبداً.
نادى غزّول بأعلى صوته: أمي أمي. وهو يخرج من الدغل، ويعدو في الغابة على غير هدى.
وفجأة ظهر خلفه الوعل العظيم أمير الغابة، وقال له:
أمك لن تستطيع أن تكون معك بعد اليوم. من الآن فصاعداً ستكون وحدك، وعليك أن تتعلم كيف تمشي وتتصرف بمفردك.
لم يفهم غزّول معنى الكلام الذي قيل له، لكنه أدرك أن عليه أن يستمع إلى الوعل العظيم ويحترم أقواله، فهو الأكبر حجماً وعمراً وقوة، والأكثر حكمة وشجاعة أيضاً.
وبهدوء تام تبعه غزول، وعبر معه الغابة المغطاة بالثلج.
***
حينما جاء فصل الربيع، وارتدت الغابة حلة خضراء زمردية، كان غزّول قد كبر وأصبح وعلاً جميلاً، ونبتتلـه قرون.
وفي أحد الأيام، صادف ظبية جميلة، فسألها: من أنت؟
ألم تعرفني؟ إنني غزولة.
وبينما هما يتحدثان، ويتذكران أيام طفولتهما، اقتحم وقفتهما وعل بقرون كبيرة وباعد بينهما بقسوة كادت أن ترمي غزولة أرضاً.
وقال لها بلهجة آمرة: ستأتين معي.
لم يحتمل غزول، غرور الوعل وتسلطه. فاشتبك معه بعراك شديد، وكسرلـه أحد قرنيه، فاختل توازنه واضطر إلى الانسحاب من المعركة، فاشلاً متألماً.
في تلك الليلة ترافقا، غزّول وغزولة، إلى المرج الأخضر، ووقفا تحت ضوء القمر يستمعان إلى المناجاة بين الريح الشرقية والريح الغربية.
وفي يوم خريفي، اشتم غزّول ريح إنسان في الجوار، فذهب ليحذر غزولة. وفي الطريق، التقى الأمير العظيم، الذي قال:
لقد أشعل رجل الغابة. وعلينا أن نبتعد من هنا ونذهب إلى النهر.
وصل إلى حيث تقيم غزولة، وأخبرها بالأمر وطلب منها أن تأتي إلى النهر، ثم تابع سيره ليحذر الحيوانات الأخرى.
وبفضل غزّول تمكنت جميع الحيوانات من الوصول بأمان إلى ضفة النهر، قبل أن تلتهم ألسنة النار الأشجار، وتدمر كل ما في الغابة من خضرة ونضارة.
وبعد شهور من السواد والقحط، استعادت الغابة عافيتها ونضرتها. فجمع الأمير العظيم الحيوانات، وقال لها: لقد كبرتُ وأصبحت شيخاً. ولم تعد لدي القدرة على حمايتكم كما كنت أفعل في السابق.
لذا فأنا أطلب منكم، أن توافقوا على أن يحل غزّول مكاني. فهو شاب فتي وشجاع، ويعمل بإخلاص من أجلكم.
صفقت الحيوانات تأييداً لرأي أميرها، وأحنى غزّول رأسه احتراماً وامتثالاً لأوامره.
وعاد الربيع مرات أخرى، واخضر العشب وأورقت الأشجار وتبرعمت الأزهار.
وهناك قرب الدغل، كانت العصافير والسناجب والأرانب تغني وتقفز وتلعب، قرب غزولة وولديها الصغيرين.
وعلى مقربة، كان يقف غزّول الأمير الجديد للغابة، يرقبهم بعين محبة وإعجاب.







القطة، وعيد الأم


حينما كنتُ طفلة صغيرة، عشت مع أهلي في شقة مجاورة لشقة أخرى، يقيم فيها جارنا سمير وأسرته، ومعهم هرة كبيرة.
في أحد الأيام دعانا سمير إلى بيته، لرؤية هرته التي ولدت، وقال لي:
بإمكانك يا لينة أن تختاري واحدة من القطط المولودة حديثاً.

فرحت كثيراً وشكرته على كرمه، واخترت الأصغر حجماً بين أخوتها.
سميتها لوسي وأحطتها برعاية وعناية، إلى أن أصبحتْ قطة قوية وجميلة.
في يوم عيد الأم، طلبتُ من والدي أن يأخذني لأختار هدية خاصة لأمي، ورجوته أن يسمح لي باصطحاب لوسي معي.
كان أول شيء فعلناه، هو أننا دخلنا إلى دكان يبيع حلوى وشكولاته، لنشتري بعضاً منها. وبينما كنت منهمكة في اختيار شوكولاته من النوع الذي تحبه أمي، كانت لوسي تحاول أن تفك شريطاً أحمر يزين إحدى العلب، فسقطت العلبة على الأرض وتناثرت حبات الحلوى منها.


فاضطررت أنا وأبي إلى أن نجمع الحبات المتناثرة ونشتريها، ونعتذر من البائع.
وفي دكان بائع الأزهار، انتقيت لأمي باقة حلوة عطرة.
وقبل أن يدفع والدي ثمنها، عطست لوسي عطسة قوية، أتلفت بعض الأزهار من حولها، فاضطررنا أيضاً إلى شرائها، والاعتذار من صاحب المحل.
قال والدي: بقي علينا أن نشتري بطاقة المعايدة.
فقلت: لا داعي لذلك، سأصنعها بنفسي.
اشتريت من دكان يبيع أدوات الرسم والألوان، ورقاً مقوى وبعض الملصقات للزينة.


وفي البيت جلست لإعداد البطاقة، ولوسي تجلس قربي تراقبني، وتتابع عملي. وفجأة، اقتربت مني أكثر، فانقلبت عبوة الصمغ فوق ورقة البطاقة، وتخرّب كل ما صنعت.
عندها خطر لي أن أبدأ من جديد، وأرسم على الورقة البيضاء، شكل قلب وألونه باللون الأحمر وأكتب عليه: أحبك يا أمي.
ثم لونت كفي باللون الأحمر، وطبعتها على البطاقة.
لكني نسيت أن أغلق علبة التلوين، فقفزت لوسي فوقها وداست على البطاقة، وتركت عليها وعلى كنزتي التي تركتها على الأرض آثار أقدامها الصغيرة.


وفي اليوم التالي قدمتُ الهدايا لأمي، فأعجبتها كثيراً وشكرتني. وطلبتْ مني ألا أقلق بشأن الكنزة، فقد أعطتها إلى الجيران ليضعوها داخل السلة التي تنام فيها أم لوسي، هدية لها في عيد الأم.








أحب عناق أمي وأبي


اضطر والدا ليلى إلى أن يخرجا من البيت، لإنجاز بعض الأمور المهمة.
وقبل أن يغادرا، عانقا ابنتهما وقبلاها، وقالا لها: لن نتأخر في العودة. إذا أردت شيئاً، اطلبيه من أم سعيد، إنها في المطبخ.
لكن، ما أن أغلق الوالدان الباب وراءهما، حتى أحست ليلى بالوحدة، وبالشوق إليهما. وتمنت لو أنهما لم يذهبا، لتجلس في حجر أمها وتعانقها، أو في حجر والدها وتعانقه. فأم سعيد مشغولة عنها بإعداد الطعام، ولا وقت لديها للمشاركة في التسلية واللعب.
فتحت ليلى التلفاز، وجلست تشاهد بعض أفلام كرتون. وبعد فترة ضجرت، وشعرت بحاجتها إلى معانقة والديها.
سألت نفسها: ماذا افعل؟ هل أبكي وأصرخ؟
البكاء والصراخ لن يفيداني في شيء، فليس هناك من يراني.
وفجأة، خطر لها أن تجمع كل ما حولها من الأشياء الناعمة الملمس، وتصنع منها جزيرة للعناق تشبه حضن والديها.
أول الأشياء التي أحضرتها من غرفتها، الألعاب المصنوعة من القماش، والحرام الصوفي ومخدة الريش. ثم أخذت تدور في البيت تنكش في الخزن والأثاث، لتجمع أشياء أخرى مناسبة لتنفيذ فكرتها.
بعد ساعة من الزمن عاد والداها من الخارج، فوجدا بعض أغراض البيت متناثرة هنا وهناك.
قالت الأم غاضبة: ماذا جرى؟
وصرخ الأب: أين أنت يا ليلى؟
أنا هنا يا أبي. جاء صوت ليلى من بين ركام الأشياء.
- ما هذه الفوضى؟ انهضي من مكانك.
فقالت ليلى متوسلة: أرجوك يا أمي، أرجوك يا أبي، لا تخربا جزيرة العناق التي صنعتها.
ردت الأم: ما حاجتك لجزيرة العناق، وأنا ووالدك معك يا حبيبتي؟
تعالي نتعاون، ونعيد كل شيء إلى مكانه.
خجلت ليلى من نفسها، وارتمت على صدر أمها، التي عانقتها بحب وحضنتها بحنان. وقالت لها: والدك وأنا نحبك كثيراً، فأنت ابنتنا الغالية.
في تلك الليلة، ذهبت ليلى إلى سريرها، ومشاعر السعادة والأمان تغمرها، وغطت في نوم عميق.








الجائزة


حينما رأتْ الصياد ينصب شباكه قرب أحد الخلجان، انزلقت السمكة في الماء بعيداً عن موقع الشباك، واختبأت في أحد التجاويف الصخرية القريبة من الشط الرملي. فرآها سرطان هارب من صياد آخر، فدنا منها وسألها: أتسمحين لي بالجلوس قربك؟
أجابت السمكة: بكل سرور.
فقال السرطان:
كم ظالم وقاس هو الإنسان!
إنه يخرب هذا الكون، ويشوه كل جميل فيه.
ردت السمكة بانفعال: انظر كيف يفجرِّ بيوتنا، ويقتل أولادنا ويشتت شملنا!
- إنه في الحقيقة، يدمر بيئة البحر كلها.
- لقد مللت من هذه الحياة، وأتمنى أن أكون أي شيء غير سمكة.
- لا تكوني يائسة إلى هذه الدرجة، يا صديقتي.
- كيف لا أكون، وأنا مطاردة في بيتي، ولقمة عيشي، ولا أشعر بالاستقرار.
- دعينا نسلِّ أرواحنا بلعبة نلعبها، أو بلغز نفكر بحله.
- تقول لعبة أو لغز، ونحن في حالة هروب؟
وقبل أن تنهي السمكة كلامها، سمعا صوت رفرفة أجنحة طائر نورس، فتحركت بسرعة بحثاً عن مخبأ جديد، لكنَّ الطائر سارع إليهما بالقول: اهدأا، فأنا لا أريد بكما شراً. كل ما في الأمر أني أشعر بالضجر والملل، وأرغب بالتسلي معكما.
قال السرطان: جئتَ في وقتك، نحن ايضاً بحاجة للتسلية. سأطرح عليكما لغزاً، ومن يتوصل إلى معرفته يفزْ.
- يا لها من فكرة رائعة!
- وأنت أيتها السمكة، ماذا تقولين؟
- هيا أسرع، قل اللغز وخلصنا.
- هناك جائزة مخبأة في مكان شائك،لـه رائحة زكية. وعليكم أن تعرفوا المكان لتحصلوا عليها.
- إنه لغز صعب، لكني سأحاول.
قالت السمكة هذا، وسبحت بعيداً بحثاً عن الجائزة، وهي لا تعرف ما المقصود بالمكان الشائك ذي الرائحة الزكية.
لم يتسرع طائر النورس بالبحث مثلما فعلت السمكة، وإنما جلس يفكر في معنى اللغز الذي طرحه السرطان، ويقول في نفسه: هل يمكن أن تكون الجائزة موجودة في شجيرة ورد؟ فالورود لها أشواك، ورائحتها زكية.
وصدق توقع طائر النورس. فاللغز هو شجيرة ورد مزروعة على حافة الشط، وقد عُلّق على أحد أغصانها دودة كبيرة، جائزة للفائز.
التهم النورس الدودة- الجائزة، وارتفع بجناحيه سعيداً بذكائه، وقد زال عنه ما كان يشعر به من ضجر وملل.
أما السمكة والسرطان، فعادا إلى بيتهما بعد أن سحب الصياد شبكته، وقد ذهب عنهما الخوف والضجر.









مغامرة سمكة


يحكى أن سمكة كبيرة وابنتها، كانتا تلعبان في بحر أزرق هادئ، فشاهدتا ثلاث سفن تبحر في البعيد.
قالت السمكة الكبيرة: إنهم بنو البشر.
صاحت السمكة الصغيرة بانفعال: ليتني أعرف إلى أين هم ذاهبون!
- في رحلة مخاطرة للاستكشاف.
- كم أتمنى أن أقوم بمثل هذه الرحلة!. أريد أن أتعرف إلى خلجان أخرى وبحار أخرى.
- ربما في يوم ما، وليس الآن يا عزيزتي. فأنتِ ما زلت صغيرة على مخاطر الاستكشاف.
- أنا لست صغيرة كما تظنين يا أمي.
- أقصد عندما تكبرين أكثر يا ابنتي، سيكون العالم كله تحت تصرفك. وقتذاك تكتشفين فيه ما تشائين.
قالت متذمرة: كيف يكون ذلك، وأنا لم أجد حتى الآن أحداً يساعدني، على الأقل، لأحصل على فرصتي من اللعب واللهو!.
سمع السرطان نتفاً من حديث السمكة الصغيرة، فسألها: ما هو الشيء الذي أسمعك متذمرة منه؟ ألأنك لا تأخذين ما يكفي من متعة اللهو؟ في رأيك، غلطة مَن هذه؟.
- لا أعرف. فأنا أرغب في القيام برحلة استكشافية، وأمي تقول إنني ما زلت صغيرة، وعليّ الانتظار حتى أكبر.
شارك طائر النورس في الحديث، وقال: أمك على حق.
- أراك أنت أيضاً تقف أمام رغبتي، ولا تساعدني.
- خوفاً عليك، فقد تضلين طريقك وتضيعين، ونحن لا نريد لك ذلك.
ردت السمكة الصغيرة محتجة: لن أضل طريقي ولن أضيع.
لماذا لا تستطيعون أن تروا أني كبيرة بما يكفي، لأقوم بالمغامرة التي أريد؟

ومن غير أن يشعر بها أحد، انسلت خارج الخليج باتجاه المجهول، فلمحت واحدة من تلك السفن المبحرة، التي رأتها هي وأمها من قبل.
سبحت بسرعة بقدر ما تستطيع لتصل إليها، إنما قدرتها على ذلك كانت أقل كثيراً مما تظن.
انتظريني أيتها السفينة! صرخت بكل قوتها.
لم يسمع أحد من البحارة النداء، وفي لحظات غابت السفينة وراء الأفق.
أحست السمكة الصغيرة بالتعب وبالخيبة، فقررت العودة إلى موطنها.
لكنها كانت ضائعة، ولا تدري كيف تصل إلى الخليج الذي يحتضن أسرتها وأصدقاءها، فكل ما حولها كان غريباً وغير مألوف.
وبينما هي تسبح حائرة قلقة، صادفت أخطبوطاً، فسألته: هل تعرف أين الطريق إلى بيتي ؟

نفض الأخطبوط جسده، وبسط أرجله في جميع الاتجاهات، وتجاهل السؤال.
فأسرعت نحو بعض المحار النائم، وسألتهم: لقد أضعت الطريق إلى بيتي، هل يمكن أن تساعدوني لأجده؟.
وأيضاً لم تلق جواباً، فتوسلت إلى قنديل بحر:
ليتك تدلني إلى طريق يوصلني إلى بيتي؟
وأيضاً لم تلق السمكة الصغيرة جواباً، ولم تجد من يساعدها للوصول إلى موطنها، فالكل لاهون عنها، غير مكترثين بمحنتها.
- ماذا أفعل الآن، وما هو مصيري؟ كانت أمي وأصدقائي على صواب، عندما قالوا إنني صغيرة على القيام بمغامرة وحدي.

وفجأة، لاحظت أن الأسماك التي حولها تسبح بسرعة هائلة.
وقبل أن تسأل عما يجري هنا، سقط عليها ظل كبير. فشعرت بسكون المياه وبرودتها، وعرفت أن القادم هو سمك القرش، وأنَّ الأسماك هربت خوفاً منه.
حاول سمك القرش، أن يمسك بالسمكة الصغيرة، ويبتلعها. لكنها تمكنت من أن تحشر نفسها بين صخور دقيقة، يصعب على صاحب الحجم الكبير الدخول إليها.
وحينما أحست بزوال الخطر خرجت من مكمنها، ومن غير أن تلتفت وراءها سبحت بكل قوتها بعيداً، فوجدت نفسها في موطنها.
في الحقيقة، هي لا تعرف كيف وصلت، إنما تعرف أنها لن تعود للمغامرة من جديد وهي في هذه السن الصغيرة.

هكذا قالت لأمها ولأصدقائها، الذين رحبوا بها وفرحوا كثيراً بعودتها سالمة إلى أحضان الخليج الآمن.








رسائل محبة


في يوم من ايام الربيع، أفاقت الحديقة الجميلة بأشجارها النضرة ونباتاتها المتنوعة وأزهارها الملونة، على أصوات زقزقة حادة تشبه الشجار.
تساءلت النباتات عن سر هذه الأصوات، وتهامست الأزهار عن معنى تلك الزقزقة المشاغبة، فقالت لهم الأشجار:
إن طائراً كبيراً قد اقتحم عش حمامة بنته في حضن ذلك الصندوق الخشبي، واحتله. وها هي الطيور انقسمت إلى فرقتين: فرقة تثني على عمل الطائر الكبير وتؤيده، وفرقة تقف إلى جانب الحمامة وتحتج على فعل الاقتحام.
حزنت الحديقة وكل ما فيها، لمنظر الطيور وهي تتعارك وتتبادل السباب والصياح، وبعضها ينتف رياش بعضها الآخر.
دعت الحديقة نباتاتها وأشجارها إلى اجتماع عاجل لمناقشة الوضع الراهن، واقتراح حلول تعيد السلام إلى الحديقة ومن يعيش فيها.
وبعد مشاورات ومداولات، اهتدوا إلى فكرة تقضي أن يكتبوا على ورق الشجر رسائل محبة إلى الطرفين المقاتلين، لعلها تسهم في صلحهما وتلطيف الأجواء بينهما.
ماست الأشجار وسقطت الأوراق، فعطرتها الورود عبيراً وطرزتها الأزهار محبة، وحملها النسيم رسائل صدق ومودة.
وعندما استلمتها الطيور المتنافرة وقرأت ما جاء فيها، خجلت كل فرقة من موقفها وأدركت خطأ فعلتها، وعرفت أن الخصام والتفرق لا ينفع أحداً منها. فغردت فرحاً وتنادت صُلحاً ورقَّتْ قلباً وصفَتْ نفْساً، وعاد الأمان إلى الأعشاش، والسعادة إلى الأشجار والهدوء إلى الحديقة ونباتاتها الغناء.









حورية البحر وعشبة الحظ


يحكى أنه في مكان بعيد سحيق من البحر الأحمر، يوجد خليج مرجاني اتخذته حورية البحر الصغيرة مخبئاً سرياً لكنز أتاها من عالم الإنسان، يضم علب مجوهرات وأواني فضية وأقداحاً من زجاج الكريستال الثمين.
وفي كل يوم تذهب الحورية الصغيرة إلى ذلك المخبأ، لتتفرج على ما في الكنز من قطع جميلة متنوعة.
كان طائر النورس صديقها، وكان يأتيها بين الحين والآخر بأشياء جديدة تضيفها إلى كنزها الثمين، ولم يكن هذا اليوم مستثنى من هذا الأمر.
مرحباً يا صديقي النورس، ماذا أحضرت لي؟ بادرته الحورية بانفعال وهي تطفو على سطح البحر.
مرحباً بك. صرخ الطائر وهو يحط على الشط بقربها، ويقول لها:
لقد أحضرت لك اليوم أغرب عشبة رأيتها في حياتي، وأريد منك أن تحتفظي بها.
ياه، عشبة بأربع أوراق! صاحت الحورية بتأثر واضح.
قال طائر النورس: عشبة بأربع أوراق؟ واو واو!..
ما رأيك بهذا؟ وماذا يعني أن تكون على هذا الشكل؟
ضحكت الحورية الصغيرة وقالتلـه مازحة: ألا تعرف؟ إنها تجلب الحظ أيها المغفل!
ثم تابعت قائلة: لقد سمعت من بعض الناس أن من يحتفظ بهذه العشبة ويعتني بها، يكون الحظ إلى جانبه.
فقال طائر النورس: في هذه الحال، عليك أن تريها لصديقيك السمكة والسرطان.
- سأفعل ذلك. وبسرعة البرق انزلقت الحورية الصغيرة في الماء، باحثة عن صديقيها المفضلين.
- مرحباً يا أصدقاء.
- أهلاً يا حورية.
- سأريكما الهدية الرائعة التي أحضرها لي النورس.
وقبل أن تريهما العشبة، قال السرطان:
وأنت أيضاً انتظري لتري الشيء الذي وجدته مدفوناً في الرمال. ورفع بيده كأساً جميلة من زجاج الكريستال.
قالت حورية البحر وهي تتناوله من يد السرطان:
يا لهذه العشبة المباركة! لقد بدأ تأثيرها يظهر.
سألت السمكة الصغيرة: ماذا تعني بذلك؟
أعني بذلك، الحظ الرائع الذي جلبته لي هذه الوريقات الصغيرة.
قال السرطان: حظ رائع فعلاً!
هل تعنين أنك تؤمنين بهذه السخافات؟
فقالت لـه باستغراب: وأنت، ألا تؤمن بها؟
ردّ السرطان: طبعاً لا أؤمن بها، إنها مجرد خرافات سخيفة.
ربما كان بنو الإنسان يؤمنون بقدرة هذه الورقة على جلب الحظ، أما أنا فلا أعتقد ذلك.
- إذن، كيف تفسر وجود الكأس الكريستال، بعد ضياعها؟
- إنها مجرد مصادفة.
***
لم تقتنع حورية البحر، بكلام صديقها السرطان، وبقيت على يقين من أن العشبة هي مصدر حظ لها، ومن شدة حرصها عليها وضعتها داخل كتاب.
بعد عدة أيام، أحست حورية البحر أن الحظ يبتسم لها، فقد وجدت العقد الضائع الذي فقدت الأمل باسترداده.
ووجدت ايضاً سفينة غارقة، محشوة بأنواع مختلفة من الأشياء الثمينة النادرة.
وبينما كانت حورية البحر تعزو الحظ الذي حالفها إلى العشبة ذات الوريقات الأربع، كان السرطان يردد: إنها مصادفة، مجرد مصادفة.
لكن الشيء الذي لم تعرفه حورية البحر ولم تتوقعه، هو أن ساحرة البحر الشريرة قد علمت بالحظ الذي صادف الحورية، وبالكنز الذي ظفرت به.
فقررت أن تفتش عن مكان العشبة، لتتلفها. وفي يوم ذهبت فيه حورية البحر مع أصدقائها في نزهة بعيداً عن الخليج، دخلت الساحرة إليه وأخذت الكتاب ومزقت أوراقه بيديها الغليظتين، فتناثرت بتلات العشبة وضاعت بين الأمواج.
لم تلحظ الحورية غياب الكتاب وضياع العشبة، إلا في اليوم التالي. فحزنت وبكت، واحتارت في ما تصنع.
فتشت عن الكتاب في كل مكان، فلم تجد لـه أثراً. أمسكت الكأس الكريستالي، فوقع من يدها وتناثر إلى عشرات القطع.
بكت حورية البحر، وقالت لصديقتها السمكة: انظري ماذا حدث. لقد ضاعت العشبة وضاع حظي معها.
وعلى ما يبدو، كانت حورية البحر صائبة في توقعاتها، وحظها تبدل ما بين ليلة وضحاها. فقد ضاعت منها حقيبة الذهب، وتهشم مزيداً من الكؤوس الثمينة الجميلة.
قلقت السمكة على صديقتها وما تعانيه من مشاعر حزينة، وقالت لنفسها:
ليتني أستطيع أن أجد لها عشبة بديلة.
خطر لها أن تصنع من أعشاب البحر، شكلاً مؤلفاً من أربع أوراق وتقدمه لصديقتها، على أنه عشبتها الضائعة.
فرحت حورية البحر كثيراً، وشكرت السمكة على معروفها.
وما هي إلا لحظات، حتى شعرت حورية البحر أن الحظ قد عاد إليها، وبفضل المفعول السحري للعشبة عثرت على بعض أشياءها الضائعة، عقد اللؤلؤ، والأزرار اللامعة، والحقيبة المملوءة بالذهب التي حاولت الساحرة الشريرة أن تحصل عليها.
أمسك السرطان بالعشبة التي أحضرتها السمكة، وعرف أنها ليست العشبة الأصلية فناولها لحورية البحر، وقال لها: افحصيها بنفسك، أليس فيها شيء غريب؟.
أمسكت حورية البحر العشبة وتفحصتها، ثم قالت: معك حق يا صديقي، إنها ليست نبتتي المباركة. ترى هل يمكنك أن تحل هذا اللغز؟
كانت السمكة قربهما تسمع ما يدور بينهما من حديث، فأحست بالخجل من فعلتها وتقدمت من حورية البحر قائلة:
أعتذر منك عن فعلتي. كان هدفي أن أساعدك، وأبعد الحزن عن قلبك.
اضطرب جسد الحورية انفعالاً، وقالت: لا أستطيع تفسير ما حصل. عندما ظننت أنها العشبة الأصلية، حدث كل شيء كما أريد.
أجابها السرطان: الآن بدأت تفهمين. فأنت عندما تؤمنين بنفسك، تحدث الأمور جيداً. ثقي يا صديقتي، ليس هناك حظ ولا عجائب.
سأل طائر النورس: هل هذا يعني أنك ستتخلصين من العشبة؟
لا، بل سأحتفظ بها لتذكرني بأن لا أتكل في إنجاز أموري على عشبة صغيرة، بل علي أن أعمل بنفسي لأحقق ما أريد.








الجزاء(*)


حدث هذا من زمان بعيد، عندما كان يعيش بألفة ووئام على بقعة جميلة من الأرض قرب بحيرة صغيرة، عدد من الحيوانات والطيور: حمار وحمامة وبطة وأوزة وأرنب وغراب.
وفي أحد الأيام خطرت للحمار فكرة، فاقترحها على أصدقائه قائلاً:
إننا مجموعة من الكسالى أيها الأصدقاء! نعيش عالة على هذه الأرض الكريمة نأكل ونشرب ونسرح ونمرح، ولم يخطر لنا أن نعمل عملاً نستفيد به من تربتها الخصبة.
ما رأيكم في أن نزرع قسماً من الأرض قمحاً وشعيراً، نضمن بهما مؤونة الشتاء؟
أعجبت الأصدقاء فكرة الحمار، وجلسوا يفكرون بخطة يبدؤون بها العمل.
قال الغراب: أولاً علينا أن نحلف يميناً على أن نكون أمناء على الزرع ونحافظ عليه، حتى ينضج قمحاً وشعيراً.
أقسم الجميع يمين الأمانة، وبدأ كل واحد منهم ينفذ العمل الذي أُسند إليه.
كان إعداد التربة من نصيب الأرنب، الذي انطلق متحمساً ينكشها ويهيئها لتبذر فيها الحمامة والبطة والأوزة بذور القمح والشعير.
ووقف الغراب على شجرة يراقب الطيور الغريبة ليمنعها من الاقتراب.
أما مهمة الحمار فكانت الإشراف على تنفيذ العمل.
بعد فترة من الزمن، نمت الحبوب سيقاناً يانعة تميس رؤوسها فرحاً بسنابلها الخضراء. وفي غمرة سعادة البطة والأوزة والحمامة والأرنب والغراب بهذا الإنجاز، لم يلحظوا أن الزرع كان يضمر ويقل شيئاً فشيئاً، إلى أن أصبح عليهم يوم لم يجدوا فيه للزرع أثراً. حرك الأرنب أنفه محتجاً، وهدلت الحمامة متألمة ومثلها فعلت البطة والأوزة، ونعب الغراب متأسفاً، بينما نهق الحمار بحدة متهماً الجميع بالخيانة.
نظر كل واحد منهم إلى الآخر متسائلاً حائراً عن غريمهم آكل الزرع الذي انتظروا نضجه سنابل ذهبية شهوراً طويلة. لم يكن أحد منهم يملك الجواب، أو هكذا اعتقدوا.
قالت الحمامة: لقد خطر لي خاطر، هل ترغبون في سماعه؟
قالت البطة والأوزة: نعم، بكل سرور.
وقال الأرنب والغراب: نعم، نرغب بسماعه.
وقال الحمار: لا أريد أن أسمع شيئاً، فليس لديكم غير الحكي. ثم نهق ضجراً متبرماً.
قالت الحمامة: عظيم، الأكثرية موافقة.
على كل واحد منا أن يقف أمام البحيرة الصغيرة، ويحلف أنه لم يأكل الزرع، لنعرف من المذنب ومن البريء.
وقفت الحمامة، وقالت: حم حم إذا أكلته، حم حم إذا لمسته، حم حم يرميني الله، حم حم في بحرة الله. ثم حركت جناحيها وطارت إلى الطرف المقابل.
ووقفت البطة، وقالت: بط بط إذا أكلته، بط بط إذا لمسته، بط بط يرميني الله، بط بط في بحرة الله. وحركت جناحيها وطارت إلى الطرف المقابل.
ووقفت الأوزة، وقالت: وز وز إذا أكلته، وز وز إذا لمسته، وز وز يرميني الله، وز وز في بحرة الله. وبلحظة كانت إلى جانب رفيقتيها في الطرف المقابل.
ووقف الغراب وقال: قاق قاق إذا أكلته، قاق قاق إذا لمسته، قاق قاق يرميني الله، قاق قاق في بحرة الله. ورفرف بجناحيه وطار إلى الطرف المقابل حيث يقف أصدقاؤه الحمامة والبطة والأوزة.
وجاء دور الحمار فراوغ وتململ، وطلب أن يسبقه الأرنب إلى ذلك. لكن الجميع أصروا عليه أن يبدأ قبل الأرنب ويحلف اليمين أمام البحيرة مثلما فعلوا.
فوقف، وقال: حيق حيق إذا أكلته، حيق حيق إذا لمسته، حيق حيق يرميني الله، حيق حيق في بحرة الله. وما أن حاول القفز إلى الطرف المقابل، حتى وقع في البحيرة وغرق في مائها. فعرفوا أنه خائن العهد وآكل القمح والشعير، وقد نال جزاء ما صنع.






الفهرس

عـيد الأم 5
أحلام صبي 11
عطلة الربيع 17
عيد ميلاد غيث 23
غزّول 31
القطة، وعيد الأم 41
أحب عناق أمي وأبي 47
الجائزة 51
مغامرة سمكة 57
رسائل محبة 65
حورية البحر وعشبة الحظ 69
الجزاء 79
الفهرس 81
[/b][b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
امير الحب
عضو ماسي
عضو ماسي
امير الحب


الدولة : فلسطين
ذكر
عدد المساهمات : 420
تاريخ الميلاد : 03/04/1994
تاريخ التسجيل : 14/09/2010
العمر : 30
الموقع : www.yoar.yoo7.com
العمل : طالب في مدرسه العشاق
المزاج المزاج : مبسوط جدا

كتاب مغامرة سمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب مغامرة سمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة   كتاب مغامرة سمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 11, 2010 11:44 am

كتاب مغامرة سمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة 14sn3
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقة الرومانسية
عضو جديد
عضو جديد
عاشقة الرومانسية


انثى
عدد المساهمات : 26
تاريخ الميلاد : 19/02/1995
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
العمر : 29
المزاج المزاج : متوسط

كتاب مغامرة سمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب مغامرة سمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة   كتاب مغامرة سمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 12, 2010 1:14 am

حلو كثر الكتاب
مشكورة فارس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كابتن هيما
عضو فعال
عضو فعال
كابتن هيما


ذكر
عدد المساهمات : 82
تاريخ الميلاد : 15/02/1993
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
العمر : 31
المزاج المزاج : متوسط

كتاب مغامرة سمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب مغامرة سمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة   كتاب مغامرة سمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 13, 2010 9:59 pm

كتاب مغامرة سمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة 67
كتاب مغامرة سمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة 68
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب مغامرة سمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب : كيف نواجه مشاكلنا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـنـتـديـات الـجـيـل الـصـاعـد :: ™*•.¸¸.™ الأقسام الثقافية والأدبية ™.¸¸.•*™ :: منتدى المكتبة-
انتقل الى: