أطــــول معــركـــة جـــويـة بالتـاريخ العســـكري خاضتها القوات الجوية المصـرية
-عند الحديث عن حرب أكتوبر ربما يبدو من المستحيل الحديث عن كل سلاح علي حدة.. فجميع الأسلحة قامت بعمل بطولي وقدمت نموذجا رائعا لمعركة الاسلحة المشتركة.
ولكن رجال القوات الجوية يستحقون شيئا خاصا من التحية والتقدير, ونحن نحتفل بعيدهم( عيد القوات الجوية) فكان لقاؤنا مع الفريق رضا حافظ قائد القوات الجوية ليتذكر معنا أروع وأقوي المعارك الجوية في التاريخ القديم والحديث ـ عندما حاول العدو القيام بضربة جوية لشل المطارات المصرية التي تقلع منها طائراتنا يوم14 أكتوبر1973 ولكن طيارينا البواسل تصدوا له في أطول معركة جديدة(53 دقيقة) وهي معركة المنصورة والتي اشترك فيها160 طائرة.. وتمكن طيارونا من إسقاط18 طائرة للعدو, ولاذت باقي طائراته بالفرار ومن هنا اختير الرابع عشر من أكتوبر عيدا للقوات الجوية تخليدا لهذا النصر.. وعن هذه المعركة يقول الفريق رضا:
أطول معركة جوية
خلال حرب أكتوبر المجيدة عام1973 م سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد بها العالم أجمع, وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية في الطليعة حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية التي أفقدت العدو توازنه في بداية الحرب وأستمر تألق طيارينا في تنفيذ المهام خلال أيام الحرب حتي جاء يوم14 أكتوبر1973 م, في هذا اليوم حاول العدو القيام بتنفيذ ضربة جوية ضد قواعدنا الجوية بالدلتا بغرض فرض سيطرة جوية علي خط الجبهة ومنع طائراتنا من التدخل ضد قواته, تصدت مقاتلاتنا لهم ودارت أكبر معركة جوية في سماء مدينة المنصورة والتي سميت فيما بعد بمعركة المنصورة, شاركت فيها نحو160 طائرة من الجانبين أظهر فيها طيارونا مهارات فائقة في القتال الجوي وجرأة وإقداما واستمرت هذه الملحمة أكثر من53 دقيقة تكبد العدو خلالها أكبر خسائر في طائراته خلال مراحل الصراع العربي ـ الإسرائيلي حيث تم إسقاط18 طائرة معادية رغم تفوقه النوعي والعددي وبقيادة طيارين من جنسيات مختلفة يعملون بالجيش الاسرائيلي مما أجبر باقي الطائرات المعادية علي الفرار من سماء المعركة ومنذ ذلك التاريخ لم يقدم العدو علي مهاجمة دلتا مصرنا الحبيبة ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيدا للقوات الجوية.
الضربة الجوية.. ودهشة العالم
** وعن دور القوات الجوية في تحقيق نصر أكتوبر
* أشار إلي أن هذا الدور بدأ منذ عام67 فقد تولي قيادة الكلية الجوية في ذلك الحين العقيد طيار أ.ح/ محمد حسني مبارك وكانت المهمة شاقة, حيث كان يجب إعداد وتخريج أعداد كبيرة من الكلية الجوية وعلي مستوي عال من الكفاءة لإمداد الأسراب المقاتلة بهم, ثم بعد ذلك تولي( نسر مصر) رئاسة أركان القوات الجوية فقائدا للقوات الجوية حيث أشرف بنفسه علي خطط التدريب الجاد والإعداد الجيد للطيارين والفنيين بالقوات الجوية في خطة الخداع الاستراتيجي. وتم وضع خطة الضربة الجوية وتنفيذها بقيادة اللواء طيار أ.ح/ محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية في ذلك الوقت وكانت الشرارة الأولي لنصر اكتوبر73, فقد قامت220 طائرة قتال بأنواعها المختلفة بتوجيه ضربة مؤثرة ضد قواعد ومطارات العدو ومراكز القيادة والسيطرة والحرب الإلكترونية والدفاع الجوي والنقط الحصينة للعدو في سيناء, مما أدي إلي شل قدرات العدو ومنعه من التدخل ضد قواتنا وأفقدته اتزانه وسيطرته علي قواته لعدة أيام وفتحت الباب لقواتنا البرية لاقتحام قناة السويس وتنفيذ العبور العظيم ولم تتجاوز خسائرنا من الطائرات2% وهي نسبة تقل كثيرا عن أدني التوقعات لخبراء الحرب الجوية والذين كانوا يتوقعون خسارة50% من طائراتنا.